الاحد 25/ 10 احتفلت الكنيسة الكاثوليكية في الأرض المقدسة بعيد العذراء سيدة فلسطين، الشفيعة الأكبر للأرض المقدسة، وذلك في المزار المشاد على اسمها المبارك في دير رافات، غرب مدينة القدس،.
وشارك في القداس الذي أقيم في كنيسة المزار المريميّ،القاصد الرسولي في القدس المطران ليوبولدو جيريللي، والنائب البطريركي للاتين في الناصرة الأب حنا كلداني، ورئيس المعهد الإكليريكي البطريركي الأب يعقوب رفيدي، وعدد من الكهنة والراهبات، وفرسان وسيدات القبر المقدّس. فيما أحيا ترانيم وخدمة القداس طلبة المعهد الإكليريكي في بيت جالا. وحالت الظروف الصحيّة جرّاء جائحة كورونا دون مشاركة جموع المؤمنين من مختلف الرعايا المنتشرة على امتداد الأرض المقدسة كما هو معتاد سنويًا.
وألقى المطران ماركوتسو عظة القداس، أشار فيها إلى سببين للبهجة والسرور في هذا اليوم، الأول هو الاحتفال بمئوية تكريس البطريركيّة اللاتينيّة للعذراء مريم سلطانة فلسطين، أما الثاني فهو تعيين رئيس الأساقفة بييرباتيستا بيتسابالا بطريركًا وراعيًا لهذه الأبرشية. وشدد النائب البطريركي اللاتيني بأنّ احتفال اليوم هو مناسبة لكي يجدّد مسيحيو الأرض المقدسة تكريسهم وثقتهم بمريم العذراء؛ سلطانة فلسطين، والأم ومثال الأخوّة لجميع سكان أرضنا المقدسة، من مختلف الأديان.
وقال: “قبل مائة عام، وبعد الحرب العالميّة الأولى، عاشت الأرض المقدسة صعوبات سياسية واجتماعيّة واقتصاديّة، تتجاوز بكثير مع ما نشهده اليوم جراء الجائحة. ففي عام 1920، قام البطريرك برلسينا بالدخول الاحتفالي إلى كنيسة القيامة، وكرّس نفسه والأبرشيّة للسيد المسيح وأمه البتول تحت لقب سلطانة فلسطين. حيث قال: ’إلى خير هذه البلاد المقدسة التي تستقطب اهتمامات العالم كلّه، أنا أريد أن أكرّس نفسي الآن بكل صدق ومحبّة إلى السيد المسيح بشفاعة مريم العذراء. وأنا متأكد من أن بركة الله ستمطر نعمه الغزيرة على هذه البلاد وجميع سكانها، على هذه الكرمة التي زرعتها يمناه الإلهيّة. وأنا الآن أضع بكل ثقة الأبرشية وسكانها تحت حماية مريم العذراء القديرة، تحت لقلب سيدة فلسطين”.
وبعد ختام القداس، وجّه القاصد الرسولي في القدس وفلسطين، وسفير الكرسي الرسولي في إسرائيل، المطران ليوبولدو جيريللي، كلمة هنأ فيها، باسم قداسة البابا فرنسيس، بمناسبة مئوية تكريس أبرشيّة البطريركيّة اللاتينية للعذراء سيدة فلسطين، متمنيًا أن تحمي المسيحيين وجميع سكان الأرض المقدسة. وقال: لدينا اليوم بداية جديدة، حيث قام الحبر الأعظم بتعيين بطريرك جديد للكنيسة اللاتينية، هو البطريرك بييرباتيستا بيتسابالا.
وأشار إلى أن التشابه الكبير بين ما تمّ قبل مائة عام واليوم. فقد كان لويجي برلسينا مدبرًا ليصبح من بعدها بطريركًا. وفي ذلك عينه، كانت الأوضاع العامة غير مستقرة بسبب نهاية الحرب العالمية الأولى، أما في يومنا الحاضر فلدينا جائحة كورونا. ودعا سيادته أن نوكل البداية الجديدة هذه تحت حماية العذراء. وقال: لنساعد البطريرك الجديد كي يبني الوحدة والمحبة في رعايانا، ولنتعاون معه لبناء الالتزام والثقة في الإكليروس، ولنتعاون معه في بناء حوار مع الكنائس الشقيقة ومع المسلمين واليهود، ولنتعاون أيضًا في بناء سلام بين فلسطين وإسرائيل.
لنصلي من اجل السلام للأرض التي ولد فيها امير السلام.