الرياضات الروحية
خلوة وصمت لبعض الايام، لتُعِّد النفس و تؤهِّبها لقمع ما فيها من الأهواء المنحرفة و للبحث بعد ذلك عن إرادة الله و الاهتداء إليها في تنظيم حياتنا لخلاص نفوسنا
المُراد بالرّياضات الرّوحيّة «كلّ طريقة لفحص الضّمير والتّأمُّل والمشاهدة والصّلاة اللّفظيّة والذّهنيّة وسائر العمليّات الدّاخليّة الرّوحيّة… فإنّه كما أنّ التّنزّه والمشي والرّكض رياضةٌ بدنيّة، فهكذا أيضًا كلُّ طريقة تُعِدّ النّفس وتُؤهّبها لقمع ما فيها من أنواع التعلُّق غير المُرَتَّب، وللبحث بعد ذلك عن مشيئة اللّه والاهتداء إليها في ترتيب الحياة لخلاص النفس، تُسمَّى رياضة روحيّة» [راجع البند 1 من كتاب القديس أغناطيوس]. هذا ما علّمه القدّيس أغناطيوس دي لويولا المُبتكِر العبقري، والسّيّد السّماويّ المُنظِّم للرّياضات الرّوحيّة.
تتكون الرياضات الروحية من بعض أيام لمراجعة الذات، حيث يعرض الواعظ موضوعات للتأمل (مثل حياة يسوع، الامه، السماء والجحيم …) والتي تنقسم إلى أربعة أجزاء. خلال هذه الأيام من الصمت والصلاة، يستطيع الشخص أن ينال سر الاعتراف والارشاد الروحي .
لماذا يجب القيام بالرياضات الروحية ؟ نحن نعيش في عالم مضغوط باستمرار في العمل والنشاطات، الصور ، الأصوات والرسائل … هل لدينا حقا الوقت للتوقف والتفكير الى أين نحن ذاهبون، أو أي اتجاه ينبغي أن نأخذ؟ التمارين هي وسيلة جيدة لننفصل عن الحياة اليومية. فهي تعطينا الوقت للتفكير في العمل الأكثر أهمية، وهو تغذية نفوسنا ومطابقة حياتنا لإرادة الله. وعلاوة على ذلك، إذا كان شخص يفكر في دعوة الكهنوت أو الحياة الرهبانية، فالرياضات الروحية هي وسيلة ممتازة لتمييز الدعوة.