بنعمة من الله استطاعت راهباتنا اللواتي يعملن في سمنير البطريركية اللاتينة في بيت جالا بالمشاركة في طلعة العذراء التي تقام كل عام في حيفا.
إنها واحدة من المناسبات التي تجمع المسيحيين في الارض المقدسة، الذين يأتون من مختلف مناطق الارض المقدسة. حدث حقيقي يجعلنا نستدعي حماية امنا السماوية وفي نفس الوقت مشاهدة الوجود المسيحي في هذه الارض، الذي يمنع المدينة من ترك المسيرة الطويلة التي تبدأ من أبرشية حيفا اللاتينية وتنتهي في دير نجمة البحر حيثُ توجد مغارة النبي إيليا.
يرتبط هذا الموكب بتقليد عمره قرون ، يستذكر عودة الرهبان الى جبل الكرمل مع تمثال مريم العذراء في عام 1919 :
ففي السابع عشر من كانون أول 1914، جاء جنود أتراك وطلبوا من الرهبان الكرمليين القاطنين دير الكرمل، إخلاء الدير خلال ثلاث ساعات. لقد حصل الرهبان على إذن بأخذ كل ما يستطيعون حمله حتى يحين الغروب.
تمثال سيدة الكرمل أُخذ بعربة الدير ووضع فوق الهيكل العلوي في كنيسة رعية اللآتين في “ساحة الحمراء ” (ساحة الحناطير) المعروفة في يومنا هذا بإسم كيكار باريز، حيث بقي هناك حتى نهاية الحرب العالمية الأولى.
في الأحد الأول بعد الفصح عام 1919، أُعيد تمثال سيدة الكرمل إلى الدير بمسيرة وسط احتفالات كبيرة جداً. لقد كانت هذه المسيرة عبارة عن مظاهرة شعبية ضخمة كشكر لسيدة الكرمل أثر حفاظها على سلامة أهل البلدة خلال الحرب.
أثر النجاح الباهر الذي حققته هذه المسيرة قرر تكرارها سنوياً حيث تحولت هذه المسيرة إلى مسيرة سنوية ضخمة يشارك بها المسيحيون من جميع أنحاء البلاد.
مؤخراً، تم تحويل تاريخ المسيرة إلى الأحد الثاني بعد الفصح، تمثال المسيرة هو نسخة طبق الأصل للتمثال الذي حملته الجماهير عام 1919. صمم هذا التمثال الراهب الكرملي لويجي بوجي.
بدأ الاحتفال بالقداس الالهي في رعية القديس يوسف. ثم تناولنا الغداء بجانب البحر ، حيث التقت عدة مجموعات من مختلف الرعايا. بعد الغداء بدأنا بصعود الجبل للتأمل في جمال البحر والمدينة والحدائق الفارسية الشهيرة أو حدائق البهائي التي تهيمن على منطقة جبل الكرمل مباشرة فوق منطقة الميناء البحري. ثم واصلنا الصعود للقيام بالزيارة التقليدية إلى ديرالكرمل. هناك أتيحت الفرصة للاكليركين مقابلة الراهبات والتحدث معهنّ عن الحياة التأملية و طلب الصلوات ، والتقاط الصور. بالنسبة للعديد من الأكليركيين الصغار ، كانت هذه هي المرة الأولى التي يزورون فيها حيفا ويشاركون في المسيرة. لقد كان يومًا مباركًا للغاية وكان ذا فائدة كبيرة ، خاصةً لإمكانية إظهار إيماننا وحبنا البنوي لأمنا مريم العذراء.